ايقاف العنف المدرسي
بعد انتشار ظاهرة العنف بأشكاله المختلفة في كل مكان من العالم ،وتأثيرها سلبياً على أطفالنا ،حيث أنها منتشرة حولهم اما في البيئة المحيطة بهم أو من خلال الأفلام التي يشاهدونها على التلفاز،والتي لا تخلو غالباً من مشاهد عنيفة،أو من خلال ألعابهم الالكترونية
و يلعب كل من المدرسة والأهل دوراً أساسياً في الحد من آثار العنف على الأطفال.فالعائلة هي حجر الأساس في تكوين شخصية الطفل ،تليها مباشرة المدرسة التي تعد عنصراً أساسياً في تنشئة الطفل نفسياً وتربوياً وعلمياً.
والعنف المدرسي ظاهرة موجودة ،فهو اما أن يكون بين الطلاب ومعلميهم ،أو بين الطلاب وزملاءهم،وتختلف أساليب العنف المدرسي فغالباً ما يكون جسدياً أو لفظياً ،أو من خلال الوعيد والتهديد ،وأحياناً يكون من خلال الاهمال او التمييز بين الطلاب وأشكال أخرى
وعادةً تكون هذه الظاهرة في ذروتها بعمر المراهقة خلال المرحلتين الاعدادية والثانوية ،حيث يعتقد الطالب الذي يقوم بممارسة العنف ضد زملاءه بأنه مميز عن غيره بسبب قوته البدنية.
وتكمن المشكلة بأن معظم الطلاب المعرضين للتعنيف ،يحاولون اخفاء الموضوع ويظهرون لذويهم بأنهم بحالة جيدة وما من مشاكل تواجههم،وغالباً ما تؤدي ظاهرة العنف المدرسي الى كره الطالب المعرض للعنف للمدرسة ،وانعزاله وتبدو حالته النفسية غير مستقرة ،ويتدنى مستوى الثقة بالنفس لديه ،عدا عن الغضب والعدوانية،وهذه العوامل تؤدي الى تدني مستوى التحصيل العلمي للطالب
ومن هنا تكمن أهمية التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور ،حيث أن أغلب أسباب العنف مردها يعود لمشاكل نفسية نابعة من المنزل،ودور الأهل يكون بالتواصل والتعاون الدائم مع الادارة المدرسية لحل معظم المشكلات التي تواجه الطالب،كذلك ينبغي على الأهل المحافظة على التواصل اليومي مع أولادهم وسؤالهم بأسلوب محبب عن تفاصيل يومهم المدرسي،والاستماع لمشاكلهم وشكواهم.
وينبغي على المدرسة وضع خطة شاملة لمكافحة العنف ،وتوعية الطلاب بمفهوم السلوك الايجابي ،وغرس فكرة محبة الطلاب بعضهم لبعض،والايضاح لهم بأن العنف يعتبر سلوكاً غير مقبول،ومعاقبة الطلاب المخالفين حسب الحالة.
كذلك ينبغي على الادارة اتخاذ اجراءات صارمة بحق المعلمين الذين يستخدمون ألفاظاً نابية مع الطلاب ،أو يقومون بالاستهزاء بهم أو احباطهم أو ضربهم.
ويجب الحث على تقريب المسافات بين الطلاب والمعلمين،وتقدير الطلاب واحترامهم سواءً كانوا متفوقين أم لا،وكذلك تشجيع الطلاب على اللجوء الى التربويين النفسيين الموجودين بالمدرسة لحل مشاكلهم.
أيضاً يتوجب على المدرسة الاهتمام بالنشاطات والتدريبات الرياضية التي تساعد الطلاب على بناء ثقتهم بنفسهم.