السلام لله..
قالت لي صديقتي الليبية من سافر كثيراً و شاهد أماكن متفرقة وتعامل مع ثقافات مختلفة لا تخاف منه..
فهو عرف أكثر من محيطه وبالطبع كان فكره أكثر مرونة عن غيره وكان أكثر إحتواءاً أيضاً ..
لم تمر كلمات صديقتي علي مرور الكرام بل أصبحت أبحث عن تفسيرها بين العيون من الجنسيات التي أتيح لي أن أراها فقط ومن تربطني بهم بعض العلاقات ..
وكنت عند كل نظرة أبحر في عالم صغير لا يتعدى حدود هالة الشخص الذي يجذبني بإحدى تصرفاته حتى لو كان إبتسامة رضا وترحاب أو حتى مد يد بالسماح لك بالمرور قبله .. أو إشارة شكر إذا قمت أنت بذلك و انتظرته .. وخاصة تصرفاتهم خارج أوطانهم
و أوقفني اليوم مشهد جميل لحقه دعاء زوجي و أنا بأن يكثر الله من أمثاله... قد يكون بسيطاً ولكنه لوحة عميقة رغم بساطتها ليتها ترسم ثقافتنا العربية حتى لا نظل نتحسر ع الغرب أنهم أحيوا الدين بالمعاملة بينما نحن لدينا الدين وتنقصنا المعاملة..
وتجلى ذلك في أبهى صورة عندما كان يقود أمامنا رجل دراجته الرياضية وإنتظره زوجي حتى يمر وإذا بالرجل يلتفت خلفه ويرفع يده شاكراً ويصمم أن يلتفت خلفه مراراً ليتأكد أن شكره قد وصل لصاحبه رغم زحمة الطريق وظلام الليل حتى كاد أن يختل توازنه من ع الدراجة ...
حقيقة ليس ذلك فقط و لكن شاهدت الكثيرات من الفتيات اللاتي تحلين بنفس الصفة...
وتأكدت من مقولة صديقتي..
ولكني أيضاً وجدت الغريب في الغربة قريب و وجدت ابن الوطن لأخيه من نفس الوطن غريب...
ما جمع شتات البشر ليس الجنس ولا الدين ولا اللغة ولا الغربة....
جمعهم حسن المعاملة و طيب الخلق ..
ماهذا الجمال لو تحول كل عالمنا لذلك...
ما هذا الجمال عندما تجد إيماءة رضا ممن لم تعرفهم قبل الذين تعرفهم..
لماذا نفقد كلمات جميلة اعتدناها بيننا مغلفة بورقة سلوفانية ملونة من الإبتسامة..
السلام عليكم .. ليست تطفل بل كرم
من فضلكــ .. لن تقلل من كرامتكـ
أشــكركــ .. لن تبخسك حقكـ
تفضل .. لن تعطلك عن مسيرتكـ ثوان ........
ولكن بهم سيتقدم عالمنا سنوات.. والله ســـــــنوات...
إذا نسي أهلكم في زحمة الحياة تذكيركم بتلك الكلمات فهذا لا يعني أنهم لم يسمعوها..
لقد جئنا من زمنٍ أفشى أهلنا فيه السلام فـ عم الخير والرخاء..
لا تتخلوا عن حجر قديم صلب هو وتد كل هذا البناء ..
وإذا ظننتم منهم أنهم لم يسمعوها ولم يعتدوها.. مدوا لهم يد الخير فـ ليس فقط الآباء هم القدوة لأبنائهم بل أحيانا يتحول الأمر للنقيض عندما يستحسن الآباء من أبنائهم فعل يكونوا هم القدوة له ..
تتجدد ثقافة الوالدين لتواكب التطور الذي يمر به أبناؤهم.. فماذا لو كان هذا التطور بعضاً من السلوكيات الحميدة..
فقد أوصى رسولنا الكريم عندما دخل المدينة وقال...
يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) ....
صدقت يا سيد الأنام..