تشكّل شجرة البرتقال المرّ عطراً بحدّ ذاتها. يتمّ استخدام أزهارها للحصول على خلاصة وخلاصة ومركّز ومياه زهر البرتقال. تُستخلص خلاصة زهر البرتقال المرّ من فاكهة البرتقال، ويتمّ تقطير أغصانها لصناعة خلاصة الزيت العطري petitgrain. إنها تتمتّع بأوجُه عديدة – خضراء، متألّقة، عسليّة، حلوة وزهريّة – كما تبيّنه عطورٌ مثل La Cologne du Parfumeur وLe Plus Beau Jour de ma Vie.

كلّ عام في أبريل، تحتفل العائلات في بلدة نابل التونسيّة بهذه الزهرة التي يتمّ تقطيرها لإنتاج خلاصة مياه زهر البرتقال التقليديّة. تُستخدم هذه المياه في الحلويات اللذيذة، وهي تُسعد كافة محبّي الأطعة الشهيّة في حين يقوم عطرها الملطف والمريح بمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأرق على بالنوم من دون عناء. يُعتبر زهر البرتقال مسألة عائليّة. فيقوم الرجال الذين يقفون على السلالم بإرسال الأزهار عبر رميها أرضاً حيث تتربّع النسوة لتصنيفها عبر فصل الأزهار عن الأغصان والسيقان. وتجلس الجدات براحة في ظلّ الأشجار ويراقبنَ الأولاد وهم يركضون في الأرجاء.

"عند حلول الليل، يبدأ تحضير وتجهيز الشحنات. يتمّ تفريغ الأكياس باستخدام الميزان، ثمّ تُوزَّع الحمولة الثمينة على أرض المصنع لتحويلها إلى حقل فعليّ من الأزهار".

تييري واسر