من دوشانبي إلى دبي الاحتفاء بالفسيفساء الثقافية الطاجيكية في دبي
وقد جاء الحدث الذي أقيم في المركز الإسماعيلي في دبي ليكون امتداداً لتاريخ طويل من التعاون بين حكومة جمهورية طاجيكستان وشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، وهو تعاون مستمر منذ أكثر من عشرين عاماً بهدف تحسين نوعية حياة السكان، والحفاظ على تعدديتهم وتنوع تراثهم.
وقد علّق رئيس المجموعة الإسماعيلية في دولة الإمارات العربية المتحدة السيد أمير الدين ثاناوالا خلال المناسبة قائلاً: "قبل واحد وعشرين عاماً، وقعت شبكة الاغا خان للتنمية (AKDN) وحكومة طاجيكستان اتفاقية بروتوكولية تهدف إلى المساهمة في تطوير طاجيكستان. وبموجب هذه الاتفاقية، فإن شبكة الآغا خان للتنمية أصبحت شريكاً للحكومة الطاجيكية في العمل على تطوير طاجيكستان وتحسين مستوى حياة شعبها."
يذكر أنّ المركز الإسماعيلي في دبي يؤدّي وظيفة مشابهة لوظيفة المركز الإسماعيلي في دوشانبي (الذي افتتح في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2009)، وغيره من المراكز الإسماعيلية الأخرى في العالم، حيث تفسح هذه المراكز المجال أمام الأشخاص المنتمين إلى كلّ الأديان والخلفيات للعمل معاً، وتبادل المعرفة، والتفاهم.
وكما قال صاحب السمو الآغا خان في خطابه الذي ألقاه خلال حفل افتتاح المركز الإسماعيلي في دوشانبي: "سيكون هذا المركز مكاناً يتجمّع فيه الناس، تماماً كما هو الحال مع مجموعة المراكز الإسماعيلية الأخرى المنتشرة في مدن رئيسية حول العالم، سواء تلك التي يجري بناؤها حالياً، أو تلك القائمة أصلاً، من لندن إلى فانكوفر، ومن لشبونة إلى دبي. وبالإضافة إلى ذلك، نحن نأمل ونثق بأنّ أشخاصاً من كلّ الأديان والخلفيات سوف يجتمعون في مناسبات تعليمية وثقافية، مثل الندوات، والمحاضرات، والحفلات الموسيقية، والمعارض. ونحن سوف نعمل على أن نثبت بأنّ البصيرة الروحية والمعارف الدنيوية ليستا منفصلتين، أو تنتميان إلى عوالم متضادة، وإنما يجب أن تغذّي الواحدة منهما الأخرى، كما نريد أن نثبت بأنّ البشر مسؤولين عن عالم الايمان والعالم المادي في الوقت ذاته."
وقد اشتمل الحدث على عرض للتراث الطاجيكي المتنوع من الفن والموسيقا والثقافة والعروض والطعام المحلي الذي قدم للجمهور المنتمي إلى خلفيات مختلفة، والذي يمثل اللوحة الفسيفسائية التي يشتهر بها مجتمع دبي. كما استمتع الضيوف أيضاً بالأجواء الروحانية التي تتجلّى من خلال التصميم المتناظر والهندسي لفناء المركز الاسماعيلي، حيث كان هذا الفناء قد صُمِّم لتعزير إدراك المرء للجمال المحيط به من خلال اللعب على الحواس الخمس، فهناك التيارات التي تلامس البشرة، وصوت تدفق المياه، وملمس الأسطح المتنوعة، والغنى اللوني، وحركة الأضواء والظل.
وقد شكر سعادة بهادور شريفي سفير جمهورية طاجيكستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الإسماعيلي في دبي والمتطوعين فيه لاستضافتهم لهذا الحدث وعبّر عن إعجابه بعمل شبكة الاغا خان للتنمية (AKDN) في أنحاء العالم. وعلق قائلاً: "إنّ المناسبة الثقافية المقامة اليوم تشكّل فرصة للاطلاع على الثقافة والعادات الطاجيكية التي تعود تاريخياً إلى العصور القديمة".
وقد اختممت هذه المناسبة بعرض موسيقي غني لمجموعة من المطربين والموسيقيين الطاجيك التقليديين.