لإنجاز الحملة الإعلانية لمجموعة ربيع – صيف 2017، الثالثة لها منذ انضمامها إلى بول كا كمديرة للابداع الفني، أعادت أليثيا سبوري-زامبيتي تجديد تعاونها مع المصور الفوتوغرافي الإنجليزي مايلز ألدريدج. ابتكر هذا الزوج حلماً يابانياً بسيطاً وواضحاً من غابات خيزران عائم وألوان تكنيكولور لمغيب الشمس، مستمدين الإلهام من بوابة "توري" (Torii) في جزيرة مياجيما، الواقفة بصلابة في وجه حركة المد والجزر المتغيّرة دائماً.

استوحي الإعداد، وهو ممشى خشبي معلّق فوق مسطّح من الماء بلون أزرق داكن تشق طريقها عبر عواميد من الخيزران المطلي، من العمل عالي التنسيق لمصممة الديكورات المسرحية إيكو إيشيوكا Eiko Ishioka، وعلى الأخص الإعداد  الذي صنعته في فصل "غولدن بافيليون" من فيلم "ميشيما" لبول شريدر. أنتج عملها الغرافيكي، وهو ثمرة خيال خصب وفكر جريء، عالماً من الجمال الأثيري. من خلال استخدامها للألوان، الخطوط وفن الرسم المنظوري، تضع جنباً إلى جنب أعمالاً فنية بسيطة مع رؤية أسلوبية مرهفة.

تُبرز كل واحدة من الصور الأربع للحملة الإعلانية أحدَ التصاميم المميزة الأربعة لدار بول كا: "الفستان الضيّق" (fitted dress’)، "الفستان على شكل حرف A" (A-line)، "الفستان بتنورة كاملة" (full-skirted) والفستان الضيّق في الأعلى مع تنورة واسعة (fit and flare). أعيد العمل على تصميم كل واحد منها مع خطوط جاكار عالية الحيوية، أقمشة صُنعت في إيطاليا، وطيّلت تم تنفيذها بدقّة في المشغل الباريسي لبث حياة جديدة في الأنماط الكلاسيكية. أكتملت الخطوط الحادة للطيّات بشكل مثالي مع الخيزران الغرافيكي والشاهق، إلى جانب براعة مايلز في التصوير الفوتوغرافي بفيلم تناظري لالتقاط عدد لا يُحصى من الألوان الموجودة في كل مشهد من عرض الأزياء.

تجسّد عارضة الأزياء يومي لامبيرت أجواء الموسم بشكل مثالي. هي بلجيكية ناطقة بالفرنسية لكن مع إرث ياباني قوي، وتحكي قصة مجموعة ضمّت مع بعضهما ومن دون عناء ثقافتين ألهمتا بالتصاميم. مع شخصيةٍ قوية وفي نفس الوقت جمالٍ عالي الرقي من الصعب عدم الانجذاب إليه، تتخطى حدود المشهد وتنقل كل فستان إلى إعداد بعيد من الجمال والصفاء.