توقف الزمن فعليا في 2013 حين كبسنا زر الضبط على أصول الكرونوغراف عقب اكتشاف ساعة جيب كرونوغراف لويس موانيه. سادت هذه الساعة المستوحاة من عالم الفلك كل الكرونوغرافات المعروفة وتوجت لويس موانيه كمخترع حقيقي للأدوات.

وقبل 2013 أخبرنا التاريخ أن نيكولاس ماثيو ريوسيك طور أول "كرونوغراف ثوانٍ" تجاري في 1821 (تم تسجيله براءة اختراعه بعد عام) للملك لويس الثامن عشر، عاشق متيم كان يأمل في احتساب التوقيت لسباقات الخيل. ويبدو أن أدولف نيكول قام بتحديث الكرونوغراف في 1844 لتضمين ميزة ضبط لتسجيل القياسات المتتالية.

لكن اكتشاف كرونوغراف لويس موانيه مثل تحديا للسجلات الرسمية. هذه الساعة التي أطلق عليها موانيه "العداد الثلاثي" (كرونوغراف كان يقيس 1/60 جزء من الثانية – التي كانت تعرف في تلك الأيام بـ "العداد الثلاثي" بالفرنسية، واليوم يتم الاحتفال به كأول كرونوغراف على الإطلاق- يحمل مقاييس غلاف الغبار من 1815 (رغم أنه تم إكماله في العام التالي).

كان يشار إلى كرونوغراف موانيه المتطور بعقرب مركزي حيث كان يتم تسجيل الثواني والدقائق الفائتة على ميناءات فرعية منفصلة؛ والساعات على ميناء 24 ساعة. كان التحكم في وظائف التشغيل، الإيقاف والضبط للعقرب المركزي من خلال زرين، وهو ما يؤهله، حسب ما ترى الشركة، لاسم كرونوغراف (حتى رغم أن المصطلح لم يكن موجودا في ذلك الوقت). كما تميز كرونوغراف موانيه بوظيفة العودة إلى الصفر الثورية التي سبقت براءة أدولف نيكول في 1862).

يضيف هذا التحول الجذري ثقلا كبيرا لأسطورة موانيه كمبدع مميز في تصنيع الساعات – على مستوى صديقه أبراهام لويس برغويت.

اكتشاف موانيه المذهل لأننا مرتابين بخصوص إعادة كتابة التاريخ. يتم غرس تواريخ وأساطير هامة في أعماق اللاوعي. هل اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا حقا؟ ليس حقيقة. لكننا لا نزال نحتفل بيوم كولومبوس تكريما للمستكشف الشهير الذي خلدته قصيدة الكاتب "واشنطن أرفنج". لا بد أن نحقق قبل أن تصديق وقبول نظرية جديدة. وعقب كل ذلك شاهدنا حظنا من الخدع. إلا أن مؤرخو الساعات يجمعون على كرونوغراف موانيه. بديهي كما يبدو، لابد أن ندقق على التاريخ المزيف بالمواجهة وتصحيح السجلات.

كان شعار لويس موانيه "الشئ الضروري لا ينفصل قط عما هو حقيقي". وبناء على الدليل الحسي، لا بد أن يحتفل العالم بهذا الإنجاز العبقري الرئيسي وأن يتأهب للاحتفال بمرور 200 عام على اختراع الكرونوغراف.

معاصرو لويس موانيه الأكاديميين

خلال منتصف القرن التاسع عشر، كان لويس موانيه فني ساعات فاخرة، نحات، ورسام صاحب مكانة رائعة، حيث كان يصنع ساعات حائط استثنائية للرؤساء الأمريكان توماس جيفرسون وجايمس مونرو: نابليون بونابرت، الملك جورج الرابع ملك انجلترا، وقواد متوجين آخرين من أوروبا. أصبح موانيه أستاذا للفنون في اللوفر بباريس، ووصفته الدوائر الأكاديمية البارزة كمعاصر لفنيي الساعات الفاخرة المعروفين في برغويت، أبراهام لويس بيريليه، وفني البرونز الباريسي الشهير "بيير فيليب ثوماير"، الذي كان يتشاور ويعمل معه.

نال كتاب موانبه "Traite d’Horlogerie" عام 1848 إعجاب المدرسين وأفضل صانعي الساعات في عصره، مثل بريليه، تشارلز فرودشام، كلاوديوس سونير، وجوزيف ثاديوس وينرل! والآن يعد لويس موانيه أكثر من مجرد رجل عادي – إنها علامة (يديرها جون ماري شولر، الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي الحالي). تشتهر هذه العلامة بالميناء الضفيرية، العلب المميزة بالطارات الحلزونية، والمواد الرائعة مثل النيزك، خشب النخل الحفري وعظام الديناصورات.

تشكيلة ميموري

احتفالا بمرور 200 عام على اختراع الكرونوغراف والعيد السنوي العاشر للشركة، تقدم لويس موانيه إصدار ميموري المحدود، تكريما لكرونوغراف  مصنوع من روح غير عادية لأداة صانع الساعات الأصلية.

تخطف وظيفة كرونوغراف ميموري بشكل فريد الأنظار بوصفها المكون الرئيسي في الساعة، فيما يقوم التوقيت بدور تعقيد ثانوي. الكرونوغراف هو الميناء، التي تنطوي على الآلية الأوتوماتيك التي تكمن أسفل اللوح في ظهر آلية الحركة.

هذا التفوق المقصود للكرونوغراف على الحركة التقليدية يجبر الشركة بأن تصف ميموري بأنها أول "ساعة كرونوغراف" حقيقية لأنها تقوم بالوظيفة الرئيسية  - وليس مجرد تعقيد رياضي. ربما يكون ذلك تسويقا عكسيا طموحا إلا أن الساعة "صادقة" بكل دقة مع أصول العلامة.

يبلغ قطر ميموري 46 مللم وهي إصدار محدود من 60 ساعة تتميز بتصميم مفتوح، علبة من الذهب الوردي، الذهب الأبيض، ميناء مصقولة عند الساعة 6 تماما (تحتوي على الساعات والدقائق) وعقارب فولاذية زرقاء كبيرة. يكمن "قلب وروح" ساعة ميموري في ترسها العمودي الفريد – الذي يحتوي على طرف عمودي سداسي بمؤشر قسم سفلي يتحكم في الدوران والتفاعل مع نابض المعلاق والقفاز. بالتشارك، تقوم بتشغيل وظائف الكرونوغراف – حيث تعمل معا مع مطرقة الدقائق، رافعة السد والمقبض

وحيث أنه يمكن تعبئته في كلا الاتجاهين، فإن نظام تعبئة "Energy Plus" في ميموري يطور ذبذبة المحرك ومعدل الاسترجاع، ما يحسن من كفاءة آلية الحركة الأوتوماتيك والأداء بنسبة 30 %.

يوضح شولر قائلا: "كل الآخرين كانوا يعملون على فرضية أن الكرونوغراف كان تعقيدا إضافيا على وظائف التوقيت. كان نقطة البداية لدينا هي عكس ذلك – مسح الماضي وجعل الكرونوغراف قلب تصميمنا، المكون الرئيسي الذي أضفنا إليه بعد ذلك وظيفة توقيت، بدلا من العكس".

يعد الكرونوغراف نتيجة رغبة صانعي الساعات في القرن التاسع عشر القوية في زيادة تردد ساعاتهم، وهو ما طور دقتها بشكل كبير. وفي العام 1820 كان حد قياس التوقيت المقبول هو عُشر الثانية. ونجح مؤقت الأثلاث من موانيه في قياس التوقيت بدقة ستة أضعاف . الطبيعي، ما جعله الأب المؤسس  لقياس التوقيت عالي التردد. رقم دقته القياسي استمر لمدة قرن قبل أن يطرأ عليه التحسين.

صنع موانيه كرونورغرافه الأصلي كأداة نقل فلكية، مثبتة للاستخدام في البحر لتتبع حركة النجوم، الأقمار والكواكب من الأرض. يدق ميزان كرونوغراف 1816 بتردد 21,600 ذبذبة في الساعة أو 30 هرتز – ثم تردد لا يمكن تخيله (ساعات يد عصرية نمطيا 28,800 ذبذبة في الساعة أو 4 هرتز). في أحد رسائله عام 1823 كتب موانيه: "أتيت إلى باريس في 1815 بهدف واحد هو ابتكار وتصنيع "العداد الثلاثي. صعوبة وندرة تحقيق هذه الأداة بتركيب جديد حقق غرضي بشكل مرضٍ جدا".

واليوم يتم قياس السباحين الأولمبيين حتى دقة 1/100 جزء من الثانية. في الواقع، لقد فاز السباح الرائع مايكل فيلبس بسابع ميدالياته الذهبية في 2008  وهو رقم قياسي خاص به. الحق يقال: ربما يدين فيلبس بتلك الميدالية الذهبية لعبقرية موانيه، كما عبقريته هو أيضا. وكما يدين عشاق الساعات بالكرونوغراف لموانيه، الذي قد يكون أشهر الساعات في العصر الحديث.