وقد تحدث البروفسور هاينز خلال ورشة عمل مجانية استمرت لمدة يوم كامل، بعنوان "السرد واستراتيجيات تفسيري لالسقالات التعبير الشفوي والكتابة"، من تنظيم مركز ليكسيكون للقراءة، المعهد التعليمي الرئيسي في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يركز على دعم الأطفال الذين يعانون من مشاكل عسر القراءة وعسر الكتابة وعسر الحساب وصعوبات التعلم الأخرى، وقال: "هناك أساليب تدريس منتظمة وواضحة لمساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبة بالقراءة وتعلم اللغة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة".

كما تضمنت ورشة العمل  في دبي محاضرات ونقاشات تثقيفية حول التحديات التي تواجه استكشاف معالم الجمل والكلمات مع استراتيجيات المحادثة عالية المستوى وذلك لدعم الإنشاء الكتابي واللفظي وتقنيات التعبير. كما شملت جلسات النقاش الحديث حول تجربة الطرق المنهجية التي يجب ان تستخدم في تقنيات تعليم اللغات عند التكلم والإصغاء والكتابة والقراءة للعمل على تعزيز إنشاء نص سردي ونثري. بالإضافة إلى خطط مبتكرة مبنية على البحث والتطوير ونشاطات تتعلق بحل المعضلات اللغوية بحضور لافت من البروفيسور هاينز الذي طلب من الحضور عدد من المهام المكتوبة بخط اليد خلال جلسات الحوار معه.

وناقش البروفيسور هاينز مطولاً، أهمية الفهم على مستوى الكلمة قبل الإنتقال إلى  الفهم على مستوى الجمل ليكون بعدها مرحلة فهم الخطابات ولغتها، حيث قال: "التعليم الجيد بالنسبة للطلبة يوفر الركيزة الأساسية لدعم الذاكرة العاملة داخل أدمغتهم خلال تلقيهم العلم في المدارس حول عمليات تشكيل الجمل اللغوية، فالذاكرة العاملة هي مركز حيوي ومهم لتخزين معاني الكلمات وعمليات تكوين الجمل اللغوية."

يمتلك البروفيسور هاينز، منذ اواخر السبعينات وحتى بداية التسعينات، خبرة واسعة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شغل منصب مدرس ومدير خدمات النطق واللغة في مدارس لاندمارك الابتدائية و المتوسطة في مسقط رأسه بوسطن، وقد قام بوضع أول منهج في الدولة قائم على اللغة و موجه للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة وصعوبات تعلم اللغة.


ومنذ عام 1997 حتى يومنا هذا، أشرف البروفيسور هاينز على بحوث العمليات في الفروع التابعة للاتحاد الدولي لصعوبات القراءة "ديسليكسيا" في كل من البرازيل، واليابان، وسنغافورة والجمهورية التشيكية، أما  في منطقة الشرق الأوسط، فقد أشرف على استراتيجيات التدريس في الكويت والمملكة العربية السعودية كما قام بتطبيق تجربته الطويلة في تطوير وسائل تدريس اللغة العربية. كما قام أيضاً بإنتاج فيلم وثائقي باللغة العربية عن هذا الموضوع بالذات.


من جانبه قال رودولف ستكلنغ، المدير الإكلينيكي لمركز ليكسيكون للقراءة ، "هذه فرصة رائعة لضيوفنا للتعلم من كبار الخبراء في هذا المجال، فقد كانت مبادرة عملية وتفاعلية، وملهمة للناس من خلال الأدوات الجديدة المساعدة لهم في عملية التدريس، كما أن وجود خبراء مثل البروفيسور هاينز يقدم فرصاً فريدة مع الممارسات العالمية التي من شأنها أن تساعد على تحسين أساليب التدريس في دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف أنحاء المنطقة".

يذكر بأن الدكتور تشارلز هاينز هو المشرف الإكلينيكي في معهد MGH للمهن والحرفية الطبية والذي يتخذ من بوسطن مقراً له. وهو خريج دراسات عليا من كلية هارفارد للتعليم حاصل منها على شهادة الدكتوراه في قراءات اللغة وصعوبات التعلم، كما أنه حاصل على درجة الماجستير في علوم أمراض النطق واللغة، ويمتلك خبرة تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً في التعامل مع البالغين المعسرين في القراءة،  وقد قام بتأليف أكثر من أربعين مقالاً بحثياً في المجلات العلمية والطبية حول المواضيع التطبيقية والنظرية المتعلقة بتنمية علوم اللغة والإعاقة والصعوبات المرتبطة، وهو حائز على جائزة مارغريت بيرد راوسون إنجاز العمر لعام 2014 والصادرة عن جمعية صعوبات القراءة "الدسلكسيا" الدولية، وذلك لإسهاماته في هذا المجال ودعمه للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة وما يتصل بها من صعوبات تعلم اللغات.

أقيمت الورشة في مركز المؤتمرات في برج الماس ضمن منطقة أبراج بحيرة الجميرا JLT وقد لاقت اقبالاً متميزاً من قبل جميع الحضور، كما قام المعلمون بالترحيب بفرصة التعلم المتاحة لهم من قبل خبراء المجال على مستوى العالم كما خططوا لدمج ما تعلموه من استراتيجيات عملية قدمها البروفيسور هاينز ضمن نظم التعليم الخاصة بهم.