كنفاه
كنفاه
ومن بين عبرات الحياة في أرجوحة الـ يأس و الأمل يشع النور ليتجدد الأمل وبين خيوط قوية ألوانها جذابة ، قررت ذات يوم الإبحار في نسيجها في تلك اللوحة الخيالية التي أخبرتني صديقتي أنها تشبه شيئاً مني ربما انسدال شعراتها ع الجبين مثلما كنت في صبايا أو طأطأة رأسها ع عنقها استسلاماً للأقدار وقد يكون امتناناً و رضا بها وهنا عُدت سنوات و سنوات ..
و وسط قرار الغوص بين الخيط والمحكاة رغم عدم فراغي وكثرة انشغالي بـ مهام الحياة وجدتني أتسلل من بينهم وأن أوقف عجلة الزمن وأشير لها بالإنتظار فـ مازال هناك شئ عميق بداخلي لم يكتمل ، أمهليني يا ساعاتي ولا تتخيري كل الأوقات لـ صالحك فـ مازالت هناك لُحيظات ملك لي وحدي دون كل القيود ..
و إلتقطت أول خيط أخضر بعد محاولات عديدة لإقتناء كل درجاته فـ لكل منها معنى و إحساس منهم من يبدأ حالكاً كالظلام لـ ينتهي منيراَ كألوان الربيع حتى و إن كان جميعهم الأخضر ببهجته و أمله و إشراقته ولكن لـ ضوء الشمس دور في إنعكاساته كـ كل لحظات الحياة ...
و على قدر حبي لـ لونه ع قدر استمتاعي بإختيار باقي درجاته و بدأت أضع الخيط في ذلك الثقب الضيق من الإبرة وكأني أصعد سلماً تلو الآخر وبدأت في هذا المربع الصغير ومعه بدأت حكاياتي عن الماضي والحاضر وفي كل مرة أعكف الإتجاه لبداية سطر جديد أشعر و كأن قلبي يُلقي ما به ليجدد مشاعره بـ أمل جديد واستمرت الحكاية بين مربعات و سطور و ألوان لأجد متعه و ألفة و أُنس دون حروف ، أمتعهم إكتمال تلك المساحات الصغيرة الفارغة بعد الإنتهاء من المساحات الكبيرة ع قدر ضآلة حجمها ع قدر روعتها و أهميتها كما الحال في الكثير في حياتنا ، من قبل كانت الورقة هي مكاني الوحيد لـ أسبح بحبر قلمي الأزرق الداكن هذا القارب الصغير المتواضع ولكن وسط كل ألوان الربيع خرجت و آثرت ع نفسي لأجد سبيلاَ جديداً في الحياة للألفة و هذا ليس حكراً ع الكنفاه والخيط ، ولا الورقة و القلم ولكنها كل تلك المساحات الشاسعة التي تستوعب أرواحنا بعيداً عن ما يجب و مالا يجب ..
ابحث عن مساحتك واختر ألوانك و استمر في رسم لوحتك مهما كان نوعها .. هواياتك هي حبك و آلامك و سعادتك بها تجدد كل ما بك تُلقي بالبالي و تزرع الجديد ، لا تقرر أنك لا تمتلك هواية دون البحث عنها ، هي فقط تحتاج منك المزيد من التجربة وحين تجد ضالتك ستتنفس بعمق و كأنك وجدت حبيباً غائباً تائهاً عن عيناك ، ستستقر مشاعرك وترضخ لحمل المزيد عن كاهلك يومياً ، ستنتهي من كل ماهو مفروض مهرولاً لـ لا محدود في تلك المساحة ستدور في لفات متتالية لتنسج هالة حولك تفصلك عن العالم بأسره كمن يحرك رأسه و ذراعية طائراً هائماً في رقصة صوفية ، تدمن حركاتها وصوت الهواء الذي تحركه بيديك ستعزف لحناً متفرداَ بأصابعك و روحك ، و في النهاية ستفوز بأقيم هدية ربما كانت ليست هي الهدف من النهاية ولكنها تذكار لساعات حييتها مع ذاتك .. و هكذا كانت لي لوحة كنفاه ذلك النسيج القوي المتين المميز ملهماَ أيضاً متيناَ مميزاً فسرت نبضات أيام لـ خيوطٍ و ألوان ....